الرئيسية

يبدأ تاريخ شركة مذيب حداد وأولاده من عام 1917 عندما ولد مذيب موسى حداد في النعيمة في شمال الأردن، التي كانت تعتبر في ذلك الوقت جزءاً من سوريا الواقعة تحت سيطرة الدولة العثمانية. في ذلك الوقت، كانت الثورة العربية الكبرى قد بدأت على ظهر الخيل ضد العثمانيين تحت قيادة الأمير فيصل وشقيقه عبد الله والعقيد البريطاني ت. لورانس المعروف باسم لورانس العرب. بحلول عام 1918، تمكن العرب من السيطرة على معظم الأراضي السعودية وبلاد الشام، وحقق الأمير فيصل الحلم العربي بإنشاء حكومة عربية في دمشق. في عام 1919، في مؤتمر باريس للسلام، توصل البريطانيون إلى اتفاق مع الأمير فيصل بإعطائه حكم العراق، وإعلان شقيقه الأمير عبد الله حاكماً على إمارة شرق الأردن، الأرض الواقعة بين العراق والضفة الغربية. رسم ونستون تشرشل الحدود في عام 1921، واتخذ الأمير عبد الله عمان عاصمة له، واعترفت بريطانيا بالإمارة كدولة مستقلة تحت حمايتها في عام 1923. أدت سلسلة من المعاهدات بعد عام 1928 إلى الاستقلال الكامل في عام 1946، وتم إعلان عبدالله بن الحسين ملكاً. في عام 1950، اعتمدت شرق الأردن اسم المملكة الأردنية الهاشمية.

مع الثورة العربية الكبرى وما تبع ذلك، تغيرت الحياة في الأردن بشكل جذري واستقطب استقلال الأردن سريعاً الشركات الراسخة والتجار والسلع والخدمات. مذيب موسى حداد، رجل الأعمال الأردني الشاب الذي يتحدّث بلغاتٍ متعددة، سعى لبناء ثروته والمشاركة في الطفرة الاقتصادية من خلال الاستثمار في مصنع للتقطير بالقرب من الزرقاء في أوائل الخمسينات، في منطقة معروفة حالياً باسم الرصيفة. ومن خلال إنتاج المنتجات عالية الجودة وتقديم أفضل الخدمات لعملائها، جذبت الشركة السكان المحليين الذين تهافتوا عليها بكل سرور لشراء سلعها.

مذيب موسى حداد، رجل الأعمال المبدع، كان يُعرف في وقت مبكر بإيمانه وقدرته على تطوير شركات مربحة والمحافظة عليها، وهذا كان مفتاح نجاح أعماله. وبناءً على ذلك، وضع هذا الإدراك أساساً استقطب شركاء تجاريين إضافيين.

أثبتت فترة الستينيات أنها فترة نمو بالنسبة لأعمال شركة حداد. حيث نمت سمعتها وسعت لتكون رائدة في السوق من خلال إدخال منتجات جديدة إلى السوق الأردنية، وهي حتى يومنا هذا ما تزال واحدة من الموردين الأكثر ثقة لدى المستهلكين في الأردن.

وبحلول أواخر الستينات وأوائل السبعينيات من القرن الماضي، كانت شركات حداد تتطلع إلى التوسع في قطاعات جديدة من السوق كاستراتيجية تجارية مستدامة، وهي الاستراتيجية التي تم نقلها إلى الجيل التالي. هذه التوسعات أطلقت مشاريع تجارية جديدة للشركة بالشراكة مع مجموعة من الشركات الأمريكية والبريطانية والفرنسية، مثل منن، لوريال، ديبول وغيرها. وقد أثبتت هذه الشراكات نجاحاً كبيراً في ذلك الوقت، وجذبت إثنين من أكبر شركاء حداد العالميين، كولجيت - بالموليف ومستر شيبس، وتم إطلاق مجموعتيهما الكبيرتان من المنتجات الاستهلاكية بنجاح.

مع نمو الأعمال والعائلة، انضم أبناء مذيب موسى حداد إلى أعمال الشركة في أواخر السبعينيات، الذين اكتسبوا أساسيات العمل التي تعلّمها والدهم على مدى السنوات الثلاثين الماضية وهي: معرفة السوق والمستهلك، توفير منتجات ذات جودة عالية، تطوير الشراكات الصادقة والمثمرة والحفاظ عليها، الإبداع والتنوع في خلق الاستراتيجيات، وأخيراً الحفاظ على أعلى أخلاقيات العمل.

يستمر هذا النهج الاستراتيجي لإدارة الأعمال التجارية حتى اليوم، فلم يتوقف تنوع الأعمال التجارية تحت اسم شركة مذيب حداد وأولاده بعد وفاة مذيب موسى حداد في عام 1984، وذلك بسبب القيم والمبادئ التي غرسها السيد حداد في أعماله وموظفيه وأفراد أسرته، التي تؤكّد على أن الشركة كانت قادرة على الازدهار، على الرغم من الأوقات المضطربة وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي واجهه الأردن والمنطقة وما زالت تواجهه حتى اليوم.

إن إعادة هيكلة شركة مذيب حداد وأولاده وشركاتهم الشقيقة في عام 2014 تضعهم جميعاً تحت مظلة واحدة مملوكة للعائلة وهي شركة قدرات للاستثمارات، التي تواصل على ذات الإرث والقيم والمبادئ التي اتبعها مذيب موسى حداد في حياته. هذه الاستراتيجيات والقيم والمبادئ التجارية ليست سوى جزء بسيط من جوهر الإرث الغني لشركة قدرات للاستثمارات.